كنت قرأت للزميل الصحفي الفلسطيني عبد الرحمن نصار تعبيراً طريفاً عن تصدر أرسنال لـ«البريميرليج»، حيث قال إن هذه الصدارة تشبه صعود فيل إلى أعلى شجرة.. ولا أحد يعرف كيف صعد، لكن الجميع يؤمن بحتمية سقوطه من فوق الشجرة.
معروف أن الفيل بوزنه الثقيل لا يصعد فوق الشجرة، وأن أرسنال منذ عام 2004 لم يحرز لقب البريميرليج، وظل طوال سنوات خارج دائرة القمة التي يمرح داخلها مانشستر سيتي، وليفربول، وتشيلسي ويونايتد وتوتنهام ونيوكاسيل، ولم تكن بدايته جيدة هذا الموسم، وحين تصدر الجدول بدا بالفعل بأنه مجرد فيل صعد أعلى شجرة بصورة ما غير مفهومة، وسوف يسقط حتماً، ولم يكن متوقعاً أن ينجح الإسباني أرتيتا في بناء فريق شاب يبلغ متوسط أعماره 25 عاماً، وهو ما يمنح لاعبيه سرعة وحيوية ونشاطاً، بجانب دروس العمل الجماعي، والتعاون، والاتحاد، والروح القتالية، والحلم باللقب.
تعادل أرسنال مع ليفربول في معركة أنفيلد البديعة والممتعة ذكرنا مرة أخرى بقصة الفيل الذي صعد فوق الشجرة، وعلى الرغم من أننا عرفنا كيف صعد للقمة، هناك توقعات بأنه سوف يسقط من أعلى الشجرة، لأن الذي يطارده حامل لقب المسابقة في الموسمين الأخيرين مانشستر سيتي، الفريق الخبير بلاعبيه وبمدربه وهو جوارديولا أستاذ أرتيتا، حيث أصبح الفارق بين الفريقين بعد التعادل مع ليفربول 6 نقاط وللسيتي مباراة مؤجلة.
هل أرتيتا الذي يبلغ عمره 40 عاماً تقريباً، هو مدرب جيد؟
السؤال أطرحه لأتوقف عند فلسفة اختيارات الأندية والمنتخبات للمدربين، فلاشك أن شهادات الخبرة مهمة، لأنها تعكس تجارب المدرب وخبراته، لكن هناك قدرته على جعل الفريق عائلة واحدة، ويجعله يعيش حالة اجتماعية واحدة، بما فيها من علاقات إنسانية، ويغرس في قلب كل لاعب قيمة القميص الذي يرتديه، بالإضافة إلى أسلوبه في التعامل مع اللاعبين، وغرس عقلية الفوز داخلهم، وإقناعهم بأن ما في رأسه من كرة القدم أهم وأكبر مما في رؤوس الجميع، وفي اختيارات المدرب للصفقات الداعمة للفريق لابد أن يضع نصب عينيه مهارات الكرة الجديدة بما فيها من سرعات قصوى في المسافات القصيرة لكل لاعب ولكل مركز بجانب السيطرة على الكرة والقدرة على الحل الفردي المهاري عند الضرورة، فليس المدرب شهادة خبرة فقط.
وبالنسبة لأرتيتا وما يملكه من مهارات كمدرب، فإنه يضع في عقله خرافة من نوعية عدم تغيير ملابسه التي يفوز بها، ولذلك هو منذ منتصف فبراير الماضي ظل يرتدي نفس الزي من دون تغيير من باب التفاؤل، ولم يغير ملابسه سوى 6 مرات في كل المسابقات هذا الموسم، حيث يلجأ لاستبدال ملابسه حين يخسر مباراة ما.
كيف يمارس مدرب أرسنال هذا السلوك الغريب، ويرتدي خرافة عدم تغيير ملابسه إلا إذا خسر مباراة؟ وترى هل يبقى الفيل فوق الشجرة ؟